الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية سيدة الاوجاع السبعة الفصل الرابع بقلم رضوي جاويش

انت في الصفحة 1 من 5 صفحات

موقع أيام نيوز

الۏجع الرابع 
حمدت ربها أنها رحلت قبل حضور ولدها من عمله فما كان لها القدرة على شجار آخر قد ينشب بينه وبين أبيه من أجلها ..فقد اكتفت ذلا وقهرا. 
صعدت الدرج القديم لتلك البناية العتيقة والتي شهدت طفولتها وأحلام مراهقتها وصباها قبل أن ترحل عنها معتقدة أنها لن تعود إليها إلا زائرة .. لكن ها هي تقف أمام باب شقة أبيها التي ما فتحت إلا لتنظيفها من فترة وجيزة عندما حضر أخوها الوحيد من الخارج حيث يستقر بأحد الدول الأجنبية لزيارة مصر بعد سنوات من البعاد .. دفعت الباب الذي أصدر صريرا معتادا على مسامعها وشعرت بالحنين لأيام مضت كانت لا تحمل إلا ذكريات من سعادة خالصة .. 

دخلت إحسان واضعة الحقيبة جانبا وأغلقت خلفها الباب لتفتح باب آخر من خواطر داهمتها ما أن أصبحت وحيدة تماما .. جلست على أقرب مقعد قابلته بطريقها للردهة وتطلعت حولها في تيه لا تعرف كم طال إلا عندما اڼفجرت باكية في لوعة عمرها الضائع سدى .. 
طالت نوبة البكاء حتى أفرغت كل دموع الانكسار والوجيعة ..دخلت تغسل وجهها وتنعش نفسها من جديد وقد قررت أن تواجه الأمر الواقع .. أن تتكيف مع وحدتها وتتحمل مرارة العيش بلا سند حقيقي إلا ربها وخاصة وأنها لا تملك مالا خاصا بها يمكنها الاعتماد عليه في محنتها .. فهل كانت تتوقع ولو في اسوء كوابيسها ما يجري لها الآن !.. 
اتجهت تحمل حقيبتها من موضعها حيث تركتها لتعود لحجرتها القديمة ..لتبدأ حياتها الجديدة .. 
اندفعت صفية في جزع باتجاه المقهى الذي يجلس به طليقها مسعد وما أن وقع ناظرها على محياه حتى توجهت مهرولة نحوه في اضطراب مسعد .. يا مسعد ..قوم معايا .. 
تطلع مسعد نحوها بنظرة ماجنة 
هاتفا ايه يا جميل ..حنيت وجيت..!..أنا كنت عارف إن .. 
صړخت به هاتفة تخرسه عارف إيه !.. أنت طول عمرك مش عارف إلا مزاجك وبس .. إبنك بيروح مني ..قوم ودينا لدكتور ولاه هات فلوس أجري بيه على أقرب مستوصف .. 
تجاهل مسعد النظر إليها ما أن عرف مقصدها من هذه الزيارة الغير متوقعة والغير مرحب بها من الأساس طالما أنها لطلب المال وهتف في لامبالاة منين !.. أجيب لك فلوس منين !.. 
هتفت ساخطة اتصرف بأي طريقة ..بقولك إبنك بېموت .. 
هتف مسعد في ڠضب ما قلنا مفيش .. هلحنهالك !.. مفيش يعني مفيش .. غوري بقى من وشي طيرتي الحجر اللي شاربه شكك .. 
برقت دموع القهر بأعين صفية التي تسمرت موضعها لثوان تفكر كيف لها أن تحصل على بعض المال لعلاج ولدها وسميرة التي كانت تلجأ لها في بعض الأحيان ما عادت صديقتها من بعد آخر موقف حدث بينهما وهي اخرجتها من حياتها للأبد.. 
انتفضت في غل دافعة النرجيلة التي كان ينفث مسعد دخانها بالقرب منها بقدمها مندفعة لخارج المقهى تتبعها لعنات مسعد لما فعلته بحجره الثمين. 
هرولت في الطريق كالمچنونة لا تعلم ما عليها فعله وصورة ولدها الغارق بالحمى لا تفارق مخيلتها .. وجدت نفسها بلا وعي تقف على بوابة المصنع الذي تعمل به .. لا تعلم هل ستجد به أحد في تلك الساعة قبيل المغرب .. لحظات مرت عليها متسمرة قبالة البوابة الموصدة متأملة في إيجاد مخلوق لكن يبدو أن الجميع قد رحلوا .. 
سارت بمحازاة السور العالي لا تعرف إلى أين يمكنها الذهاب .. فليس لديها من أحد تلجأ إليه في محنتها .. تساقطت دموعها على خديها غزيرة

انت في الصفحة 1 من 5 صفحات