الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية سيدة الاوجاع السبعة الفصل الثالث بقلم رضوي جاويش

انت في الصفحة 1 من 4 صفحات

موقع أيام نيوز

الۏجع الثالث 
وصل رنين هاتفه الذي تكرر بلا انقطاع إلى مسامعها ما أكد أنه في سبات عميق لذا تسللت لداخل غرفة نومها تسير مهرولة على أطراف أصابعها حتى تقوم بغلق نغمة الرنين كي لا توقظه لكن ما أن وصلت للهاتف حتى انقطع الرنين فجأة جعلها ذلك تتنفس في راحة مولية ظهرها لتغادر الغرفة من جديد إلا أن صوت إشعار لوصول رسالة ما ارتفع مجفلا إياها ما دفعها لتتنهد في غيظ حاملة الهاتف تحاول إغلاقه لتقع عيناها على فحوى الرسالة الظاهرة على سطح شاشته . 

قرأت في ارتجافة داخلية كلمات الرسالة كل ده ومش بترد عليا !.. واضح أن الهانم جنبك .. طيب .. على فكرة بقى ..انا زعلانة منك. 
أعادت قراءة الرسالة عدة مرات حتى يستوعب عقلها الواعي ما تحاول أن تنكره رغم أن حدسها كأنثى كان يخبرها به مرارا.. 
دمعت عيناها ومدت كفها تضع الهاتف موضعه ليتقلب كمال بالفراش ليدرك وجودها فانتفض متطلعا إليها في شك فيه ايه !.. أنت إيه اللي موقفك كده يا نجوى !.. 
استجمعت ثباتها المهترئ لتغطي به عورة الوجيعة التي تمزق اشلائها هامسة بصوت حاولت بمجهود فاق طاقة البشر أن تخرجه طبيعيا أبدا.. موبايلك رن جيت اقفله عشان متصحاش بس بطل رن قبل ما أوصله .. 
لم تخبره إلا بالحقيقة وما حدث بالفعل لكنها لم تكمل سرد باقي تفاصيل الحقيقة التي ما عادت تقبل الشك .. 
هتف أمرا وقد اعتدل قليلا بجلسته مشيرا لهاتفه هاتي التليفون واعمليلي كباية شاي.. 
مدت له يدها بما طلب وقد استشعرت ثقلا بذراعها التي تناوله ذاك اللعېن الذي سيجعله يتصل بتلك ما أن تدير ظهرها
تحركت في عجالة مغادرة الغرفة وهي غير قادرة على اتخاذ أي رد فعل نحوه حتى تستعيد هدوءها وتقرر ما يجب فعله وليكن ما يكون.. 
أغلقت الباب خلفها ووقفت للحظة تسترق السمع ليتناهى لمسامعها همسه القادم من خلف الباب وأخيرا انفجاره ضاحكا في نشوة ..ضحكة مسربلة بالسعادة افتقدت هي سماعها منذ وقت لا تدرك عدد أشهره منذ زواجهما الذي لم يتخط الأعوام الثلاثة عمرا.. 
اندفعت مبتعدة عن الباب في سرعة فهي تدرك أنها إن بقيت لثوان أخرى فقد يدفعها ۏجعها اثر خيانته لقټله بدم بارد وذهبت لتجتر المرارات وحيدة بأحضان طفلهما .. ثمرة زواجهما الوحيدة كان يقف في سعادة وعلى وجهه إمارات الفرحة كشاب يجهز عشه الزوجي ولا يطق صبرا على الاجتماع بمن اختارها قلبه ..هي تدرك هذه الحالة جيدا ..تعلم كيف تفسر كل خلجة من خلجات نفس زوجها ..أو من كان منذ أيام قلائل زوجها .. 
كان يشرف بنفسه على العمال الذين يعيثون فسادا بشقتها أو ما كانت تدعى بشقتها قبل أن تنتقل منذ أيام لبيت ولدها بشكل مؤقت لحين انتهائها من جمع متعلقاتها .. 
وقفت أمامه في ثبات أجوف هاتفة توفيق ! لازم نتكلم قبل ما امشي.. 
لم يلق عليها نظرة حتى وعيناه ما تزل تتابع العاملين في اهتمام هاتفا بلامبالاة هانتكلم فإيه !.. أنا سبتك لحد ما تجمعي حاجتك ..واعتقد خلصتي .. 
هتفت مؤكدة آه خلصت ..بس اللي لسه متكلمناش فيه هو حقوقي الشرعية عندك .. إمتى ها.. 
قاطعها هاتفا في سخرية حقوق إيه اللي بتتكلمي عنها !.. أوعي يكون قصدك المؤخر والنفقة والكلام ده ! 
أكدت بايماءة من رأسها هيكون إيه غير كده !.. 
أطلق ضحكة مجلجلة كانت ردا بليغا على سؤالها وهتف من بين قهقهاته أنت شكلك كبرتي وخرفتي فعلا .. حق إيه يا أم حق

انت في الصفحة 1 من 4 صفحات