رواية سيدة الاوجاع السبعة الفصل الاول بقلم رضوي جاويش
انت في الصفحة 1 من 5 صفحات
مقدمة
دفعت بخصاص نافذة حجرتها بقوة لينفرج معلنا عن دخول ضوء نهار جديد ..همت بأن تندفع مبتعدة إلا أنها توقفت متسمرة موضعها ما أن وقع ناظرها على النافذة المتربة قبالتها والتي لم تفتح منذ ما يزيد عن العشر سنوات ..
تنهدت في هدوء عيناها لاتزل متعلقة بالخصاص المهشم نوعا ما من الإهمال وعوامل الزمن التي أصابته وخيوط العنكبوت التي امتدت تغطيه وقد نسجها صاحبها مطمئنا أن لا يد ستعبث ببيته..
من حبي فيك يا جاري ..يا جاري من زمان ..
لحظات مرت كما الحلم لتترك موضعها أمام النافذة العتيقة متجهة صوب مكتبها الذي ما برح موضعه منذ تركت هذه الغرفة.. دارت حوله لتجلس خلفه وتنهدت من جديد وهي تفتح حاسوبها الشخصي على صفحة ناصعة البياض لتكتب معنونة إياها ..
سيدة الأوجاع السبعة..
دقت أصابعها على أزرار حاسوبها وبدأت تخط أناملها الأسطر ..
طول عمري بخاف .. من الحب.. وسيرة الحب ..
وظلم الحب لكل أصحابه ..
دقت أناملها من جديد بقوة على مواضع الأحرف في سرعة مخافة أن تتفلت الكلمات من بين حنايا مخيلتها هامسة في عزم ما من إمرأة إلا ودقت يد الۏجع على باب قلبها أو اقتحم يوما روحها عابثا.. ما من إمرأة إلا وذاقت مرارة الوجيعة ولوعة الألم .. تعددت الأوجاع .. ويبقى ۏجع وحيد ..ۏجع لذيذ .. تنتظره المرأة في لهفة لعله المنجي.. تمعني جيدا في الأسطر والصفحات القادمة وحتما ستجدين نفسك صورة لإحدى هذه الشخصيات وقد زارك ۏجعها يوما ..
الۏجع الأول
بدأ الملل يتسرب إلى نفوس الجميع انتظارا لمن لا يأتي .. تطلع عامر ولدها إليها في اشفاق هاتفا مش خلاص بقى يا ماما نطفي الشمع! الوقت اتأخر قوي والبنات تعبوا وعندهم مدرسة بكرة.
تنهدت في قلة حيلة هاتفة في تأكيد عندك حق.. ياللاه يا ولاد ..
وقفت في أحد أطراف المائدة وتحلق الجميع حولها بعد أن أشعلت الشموع واطفئت الأضواء وبدأوا في الغناء في سعادة إلا أنها تطلعت عبر ضوء الشموع لذكريات عدة مضت جعلت الدموع تبرق بعينيها لتتراقص الشمعات أمام ناظريها وقد تنبهت أخيرا لنداء ولدها لتطفئها ..
ابتلعت الغصات المتراكمة بحلقها وزفرت أنفاسها لتخرج معها بعض الضيق الذي كان يكتنف صدرها ..
ابتسمت في شحوب مع تصفيق الجمع وشعرت